في ظلمة الليل
وعلى ضفاف الشاطئ الجميل
وحيدا اراقب السماء
وارى الغيوم تتحرك في سكون
اذا بهاتف يناديني
انا البحر
متقلب الحال
غريب الاطوار
ناشر الاخبار
كاتم الاسرار
ملاذ العاشقين
ومرتع الهائمين
واسع المدى
حامل الشكوى
نظرت حولي
فلم ارى غير الرمال
فبادرته بالسؤال
ما لك يا بحر الاهوال
تصرخ في كتمان
وتنوح في صمت واجلال
فرد في خشوع
اصرخ من غدر الزمان
وظلم الانسان للانسان
فاخبرته بأني حائر الوجدان
قلبي مليء بالاشواق والاشجان
ومكسور من قسوة الزمان
جئتك لأبوح بالكلام
واذكر لك مافي قلبي من غرام
خضت البحار والانهار
وشاهدت العجائب في الاسفار
ولكن لم الق صاحبة الاسرار
تعيس الحظ عاندني الزمان
اعيش اسيرا وسط الاحرار
اتوق لعيشة السلوان
والبعد عن حضن الأسى والاحزان
جئتك انشد النسيان
هارب من عالم اليأس والحرمان
فهاج البحر وتلاطمت الامواج
فأصبحت عائما وسط المياه
اشاهد اللؤلؤ الجمان
كامن وسط المحار
كقلبي المسجون
محبوس داخل الديار
وجواهر الدر والمرجان
والكثير من شقائق النعمان
وقصور القواقع وسط الشعاب
كقصور الرمال وسط الضباب
وقتال القرش والحيتان
كقتال الجبابرة والغيلان
ودخلت ظلمة القيعان
كظلمة القلب وسط الاحزان
فخرجت مفعم الأفكار
وعرفت حكمة الزمان
ان الحياة مليئة الالوان
فإن اردت ان تحيا سعيدا وسط الانام
فعليك أن تعيش مرارة الايام